ظم نادي الإحساء الأدبي محاضرة بعنوان "موقع اللغة العربية بين لغات اليوم" استضافت أستاذ اللسانيات في قسم اللغة العربية بجامعة الملك فيصل الدكتور خليفة الميساوي.
وبحسب صحيفة "الوطن" السعودية أشار الميساوي إلى أن عددا من الدراسات المتخصصة، أوضحت إمكانية موت 3500 لغة بينها اللغة العربية لتحل محلها لغات أخرى، وأن معدل موت اللغات هو 300 لغة سنوياً.
كما رجحت هذه الدراسات ارتقاء بعض اللهجات كالمصرية والعراقية والمغربية والأمازيغية مكان اللغة العربية في المستقبل القريب، وقال د.خليفة الميساوي إن الدراسات اللسانية تفرق بين الموت والاندثار فموت اللغة يعني انحسارها وبقاءها في مجالات ضيقة لا تستخدمها إلا فئة قليلة من الناس في الكنائس والمساجد أو تبقى محفوظة في الكتب مثل اللاتينية والسريانية والإغريقية، أما اندثار اللغة فيعني تلاشيها من الوجود فلا يعود لها أثر يذكر مثل الآرامية والكنعانية والآشورية.
وأشار المحاضر إلى ما تمر به اللغة من ظروف صعبة، حيث تتصارع مع لغات أخرى من أجل البقاء، وتفقد كثيراً من رصيدها المعجمي والدلالي لصالح اللسانين الفرنسي والإنجليزي، موضحاً وجود تغيير صوتي وصرفي وتركيبي يباعد بين اللسان العربي ومستعمله مما نتج عنه خليط لغوي، الهدف منه التواصل الاجتماعي ومسايرة الغزو الاقتصادي والثقافي الذي فرض على المنطقة العربية.
كما أوضح الميساوي أن هناك العديد من المفردات العربية الأصل دخلت إلى لغات أخرى، كما استقبلت العربية عدة مفردات من هذه اللغات ومن أهمها الفارسية والإغريقية واللاتينية، وجاء ذلك كنتيجة للتأثر الحضاري والثقافي والديني والتجاري والترجمة بين هذه الشعوب.
كما لفت إلى أن اللسان العربي لا يزال يشكل حضوراً واضحاً في ألسن البلدان الآسيوية كباكستان وبنغلاديش وماليزيا وإندونيسيا والهند وبعض المناطق الصينية، بالإضافة إلى التداخل اللساني العربي الأوروبي وخاصة الأندلس وإيطاليا وفرنسا ودول البلقان التي ما زالت تحتفظ بعدة مفردات عربية أدمجت في ألسنتها وصارت جزءاً من معاجمها، بالإضافة إلى التداخل اللساني العربي الإفريقي كبلدان جنوب الصحراء الإفريقية وانتشاره لارتباط انتشار الإسلام.